Tuesday, July 23, 2019

رحلتي إلى مومباي بوابة الهند

رحلة الى مومباي بوابة الهند





أعددت حاجياتي للسفر والتي تتكون من حقيبة أحملها على ظهري ، فهذه الرحلة على طريقة الباك بكرز ( الرحال ، backpacker ) ، نوع من الأسفار الخارجة عن المألوف ، حيث نسافر بحقيبة واحدة ، نحملها على ظهورنا طوال الرحلة ، ولمسافات طويلة ،

نسكن في "هوستل" حيث لايمكننا إلا أن نستأجر سريراً واحداً ، ونعيش تجربة مميزة ونتعرف فيها على السكان المحليين ، وعلى أكل وعادات البلد ، و نستخدم النقل العام ، و النتيجة تكاليف أقل و متعة أكبر.




تواصلت مع أعضاء مجموعتنا، والمكونة من أربعة أفراد ، التقينا ، ثم

انطلقنا عابرين الصحاري من السعودية إلى الإمارات ، قاطعين المسافات بالسيارة ، مستغلين هذه الفرصة بالتعارف أكثر وتبادل أطراف الحديث بين أفراد مجموعتنا الصغيرة ،

وصلنا إلى الحدود أخيراً ، واجهنا بعض الأمور غير الاعتيادية في التفتيش ، لكننا في النهاية مررنا بسلام ،

انطلقت بنا السيارة إلى مدينة أبوظبي حيث منزل أحد أصدقائنا وهو فلاح الحوقاني صديق إماراتي ، استضافنا في منزله بكل رحابة صدر وبكل أخلاق العربي الأصيل ، حيث لم يترك مجالاً للتقصير ،

تسامرنا وتبادلنا الحديث معه وزودنا بالكثيرعن شعب الإمارات ، وأحاطنا بأجواء الأنس واللطف .





انطلقنا بعدها إلى المطار ، حيث تنتظرنا رحلة ومغامرة جديدة مليئة بالحماس ، بعد وصولنا قمنا بإكمال الإجراءات اللازمة لركوب الطائرة ، كانت من ضمن المغامرة تجربة الطيران الهندي الاقتصادي، لكننا لم نشعر فيه بأي نقص بل كان جيدا ومريحا ، وسبيلا للاحتكاك بالثقافة الهندية والتعرف عليها منذ أول محطة في الرحلة ، توقيت مدينة مومبي هو +5:30 غرينتش و هذا يعني اننا سنعاني فقط ساعتين و نصف من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة للمزاج   jet lag.





وصلنا إلى مطار الهند ، كان مختلفاً عن التصور ، أبهرنا بجماله ، كنا نخاف من الإصابات المعوية بسبب المطاعم ، ولكن ما رأيناه من مطاعم كان تعريفاً للفخامة والرقي ، كما نشاهده في المطارات الأجنبية الأخرى

قمنا بعد ذلك باستخراج شريحة اتصال ،بعدها قمنا بتحويل مبلغ 100 دولار فقط ، حيث أن العمولة تكون أعلى عند التحويل من داخل المطار ..





غادرنا المطار ، بسيارة أجرة بتكلفة 15 دولار ، قطعنا فيها طريقنا لمدة ساعة ونصف ، إلى وجهتنا ( بومباي )

تجربة مميزة حيث ضمتنا السيارة الصغيرة, تنسمنا فيه الهواء الطبيعي اللطيف ، حيث لم تكن تحتوي على جهاز تكييف ، انها صديقة للبيئة ايضاً فهي تسير باستخدام الغاز الطبيعي , و على جوانب الطريق مررنا بالكثير من العشوائيات المنتشرة في تلك المدينة الكبيرة والتي تعد من أكبر مدن العالم حيث يتجاوز عدد سكانها 20 مليون شخص ، كما أن مستوى الفقر مرتفع وواضح للعيان ..

بومباي مدينة تحتوي على خليط يتجاوز 70% من المناطق المختلفة في الهند ، لذلك تلقينا نصيحة بزيارة للمناطق الداخلية للتعرف أكثر على العادات الأًصيلة ..





بينما نحن نستمتع بالطريق وبأجواء الصباح ، حيث الجو الرطب قليلا والمعتدل، إذ بنا نصل إلى مقر سكننا ( الهوستل ) في منطقة ( كلابة ) ،قمنا بالمحاولة مع صاحب المكان ، للحصول على الغرفة في الصباح ، إلا أننا لن نتمكن من ذلك قبل الظهيرة بسبب وجود أسرة شاغرة ، استغلينا الفرصة في اكتشاف ماحولنا حيث تعد هذه المنطقة غنية بالكثير من الأحداث كما أنها تحتوي على الكثير من آثار الاحتلال البريطاني لها ،






بينما نحن كذلك إذ التقينا بشخص غريب ذو ملامح شرق أسيوية ويتكلم اللغة العربية ، بدأنا بالتعرف عليه حيث أخبرنا باسمه ( مايك ) وبأًصوله الأسابينة والفلبينية ، كما أنه يمتلك الجنسية الأمريكية ويعمل في السعودية .

قام بطلب الانضمام إلى مجموعتنا الصغيرة وأن يكون من ضمن فريقنا ، رحبنا بذلك كثيراً .





أكملنا جولتنا الاستكشافية ، فصادفنا باعة موز متجولون ، أحببنا تجربة هذا الموز المحلي ، فقمنا بتجربته بالإضافة لتجربة درس جديد من عمليات النصب الصغيرة ، فقد قام أحد أعضاء المجموعة بالاستعجال بأكل حصيلته من الموز قبل دفع الثمن ، فضاعف البائع السعر حوالي 4 أضعاف السعر !




أكملنا جولتنا حتى وصلنا إلى بوابة الهند ،أحد مناطق التجمع الكبيرة ، صادفنا العديد من الفقراء ومن يبذلون مايستطيعون للحصول على فوائد وجود السياح في أراضيهم ..

أكملنا المسير ، فإذ بنا نصادف مطعم ( ماكدونالدز ) ، سرّنا ذلك ، حيث وجدنا ما نطمئن من معرفته ونظافته ، فهواجس النظافة والصحة التي تغلف فكرنا عن مجتمع الهند لازالت ترافقنا ،طلبنا طعاماً لا يحتوي على اللحوم ..




ثم, غادرنا المطعم مكملين رحلة الاستكشاف ، مارين بأصناف متعددة من الناس والمحال ، إلى أن وصلنا عند جامعة قديمة ، وأًثناء ذلك التقينا بشخص جديد ، ومميز ، اسمه "أرنب" ، أخذنا نتبادل أطراف الحديث معه ، وأشار لنا إلى تنوع شعب الهند والاختلافات الحاصلة بينهم فلا ينبغى لنا الحكم العام عليهم والتعامل معهم كشعب متخلف أو سارق أو فقير ..

كما تطرقنا أيضاً لموضوع الأكل والمطاعم ، وبشكل سريع أقنعنا وغير فكرنا عن مطاعمهم و شرح لنا كيفية تمييز الأكل الحلال عندهم ، ثم وصف لنا أحد محال الأيسكريم ذا شهرة يسمى " كرستوم ايسكريم " ..

همّ لينصرف فناديته لتبادل أرقامنا ، ثم انطلقنا للمحل الذي أشار لنا عليه ، وصلنا لمنطقة شعبية ، لاتوحي بنظافة تذكر ، أو بإشارة تشجيعية لتجربة الايسكريم بدون أن نصاب بعدها بأي أعراض صحية ..

فانصرفنا عن ذلك ..





توجهنا نحو الشاطئ ..

وتبين لنا فور وصولنا بأن الهند ليست كما نعتقد بكونها دولة محافظة ، فقد رأينا ما يعتبر مخل بالعرف لدى غالبية الشعب ، وهو مايحدث بين العشاق عند الممشى المجاور للشاطئ .. 






عدنا أخيراً إلى " الهوستل " لنأخذ بعضا من النوم و الراحة لنتقوى على الا نطلاق من جديد ، بعد سويعات من النوم ، استيقظنا عصراً ، قمنا بالاستعداد للخروج ، والذهاب لأحد المطاعم القريبة ، فكانت وجهتنا أحد المقاهي الذي وجدنا فيه ضالتنا من الطعام الهندي اللذيذ والنظيف ...

كانت السعادة ترفرف حولنا ، فالأمور والأجواء كلها في صالحنا ، ماعدا شريحة الجوال التي لا تعمل فقد أقلقت راحتنا ، حيث لم نعرف مشكلة عدم عملها على جهاز الهاتف الجوال ، وأثناء جولتنا وبحثنا ، وجدنا صاحب "كشك " لطيف ، ابتعنا منه بغيتنا وقام بمساعدتنا في تفعيل الشريحة بسهولة وبدون مقابل ، أحببنا أن نرد جميله بإعطائه بعض من التمر الذي نحمله معنا ، وتبادلنا معه بعض الأحاديث ، حيث أخبرنا عن جزء من معاناته ..

وقمنا بسؤاله عن بعض العمال الذين مررنا عليهم في جولاتنا وكانوا يفترشون الطرق وينامون عليها ، فبين لنا أن هذا أمر طبيعي ومألوف بالنسبة لهم ، وأن هؤلاء العمال يبيتون في مواطن أعمالهم لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف الإيجار .




عودة إلى " الهوستل " والتجربة الاجتماعية الجميلة فيه ، حيث تعرفنا على سيدتين من ألمانيا ، في الأربعينيات من العمر ، تعملان تطوعاً في منظمات انسانية في الهند ، وبدون مقابل .. استمتعنا بالحديث معهما وأُعجبنا بعملهما ..


كما صادفنا الشاب الهندي الذي تحدث معنا بثقة أدهشتنا ، حيث أنه خريج حديث من الثانوية ، وقد حصل على قبول جامعي وسينتقل قريبا إلى بومباي ..


أيضاً التقينا بشابة مكسيكية تدعى ( ايزابل ) وهي من أصول لبنانية ، تبادلنا معها أطراف الحديث وطرحت علينا بعض الأسئلة عن الشبهات المثارة في الإعلام عن المرأة السعودية ، فأخذنا بزمام الإجابات الصادقة والصحيحة ، بالأخص وإن أغلب هذه الشبهات هي أقرب للافتراءات من كونها حقائق ..

كما لفت انتباهنا امرأة هندية من منطقة قريبة من نيودلهي ، وقد علمنا أنها تعمل في مساحات العمل المشتركة, الملفت أنها كانت ذو فكر ليبرالي على عكس مجتمع الهند المحافظ و كان ذالك ثاني لقاء يعكس لنا تنوع المجتمع الهندي.





من مميزات الهوستل ، وجود منطقة مشتركة ، تتيح التعارف على أشخاص وثقافات مختلفة لساكنيه ، ومنها تعرفنا على بعض النشاطات والألعاب الورقية ، وتعلمنا لعبة جديدة تسمى " جونغل سبيد " ، تعتمد على التركيز والسرعة بدلا عن الذكاء أو الحظ ، وهي مناسبة للكبار والصغار على حد سواء .






في يومنا التالي ، كانت خطتنا زيارة شاطئ "جوهاو" ، استقلنا القطار بدايةً ، كان واسعا ويحتوي على درجة أولى ودرجة ثانية إلا أنه ليس بينهما فرق كبير ، بعدها وصلنا لمحطتنا التي ركبنا منها الباص ،والذي كان مكتظا بالركاب ، وعند علم جامع ثمن النقل بكون الشخص أجنبي فإنه قد يضطرك لدفع سعر أعلى .. وذلك عكس المواصلات الأخرى ( التوك توك ) وسيارات الأجرة و "أوبر" ، فثمنها أقل ومتوفرة في كل الأرجاء ..

وصلنا لوجهتنا أخيراً ، لكن لم تلقى استحسانا منا ، الشاطئ أصبح بفعل تجمع الأمطار ساحة من طين ، فتوجهنا لمكتب سياحي ، لصرف المزيد من الأموال ، والتي كانت بسعر أفضل وأنسب بعكس الصرف من داخل المطار..

فكرة رحلتنا أن تكون متواضعة وبأقل الأسعار، لذلك حين واجهتنا مشكلة الصرف الزائد ، غيرنا وجهتنا لمقر سكننا ، وهناك استمتعتنا بشرب عصير المانجو .




كان جدول خططنا في غاية المرونة ، لذلك بعد انتهائنا قررنا التوجه لجامعة " آي تي " ، من أفضل جامعات الهند ، أثناء مسيرنا لوجهتنا ، صادفنا بعض الطلاب المتوجهون إلى جامعة " سميا فيديفيهر " ، فطلبنا منهم المرافقة ، لأننا قد لانتمكن من الدخول بسهولة للجامعة بدون طلاب هنود ، فرحبوا بنا بلطافة كعادة هذا الشعب ..





وصلنا إلى الجامعة وعند دخولنا انفصلنا عنهم حيث كانوا متوجهون لقسم التسجيل ، وأخذنا بالتجول داخل الجامعة ، وإذ بنا نمر على ملعب الجامعة ونشاهد مجموعة من الطلاب يلعبون كرة القدم ، فطلبنا منهم مشاركتهم ، فكونا فريقنا الخاص، أثناء اللعب سألنا الطلاب عن أعمارنا ، إلا أننا لم نخبرهم بالحقيقة بالبداية ، فكان أحد مجموعتنا يجيبهم بأننا نبلغ 22 عاما لكي لايشعرهم ذلك بالنقص ، لكننا في النهاية أخبرناهم عن أعمارنا الحقيقية ، و بأننا سواح من السعودية .





توجهنا عائدين إلى القطار منهكين ، في الجو اللطيف ، وزخات المطر المنعشة ، حتى أننا ركبنا عن طريق الخطأ في الدرجة الأولى..


كان لدينا موعد مع صاحبنا الجديد " أرنب " لذلك حاولنا العودة بأسرع مايمكننا لكي نستعد ، بعد عودتنا إلى الهوستل صادفنا نزلاء جدد تعرفنا عليهم أيضاً قبل خروجنا مع " أرنب " ..


عند الموعد اتجهنا إلى أحد المقاهي " كوفي شوب " قاصدين العشاء ، فتعجب صاحبنا عن رغبتنا في العشاء فيه بدل الذهاب إلى أحد المطاعم ، طلبنا اقتراحا منه ، فأشار علينا بمطعم قريب ، فتوجهنا له ، وعند وصولنا طلبنا منه أن يقوم هو بالطلب للأطباق التي تعكس لنا ثقافتهم في الهند ، جاءت لنا الأطباق الواحد تلو الآخر وكل طبق يحكي قصة مختلفة، وكان أبرز الأطباق وأكثرها تميزاً بسعره الزهيد ( العدس ) أو مايسمى " دال " ..

عشنا أجواء الطعم الهندي ، والثقافة المعلوماتية القيمة مع صاحبنا " أرنب " .. ( شاهد الفيديو


Image result for Cafe Coffee Day


انطلقنا بعدها متوجهين إلى القطار قاصدين الذهاب إلى " بوليود " عبر أحد المجموعات السياحية ، لكن صادفتنا الأمطار الغزيرة ، فقررنا أن نؤجل الرحلة ونلغيها للوقت الحالي ، وشجعنا المرشد السياحي الذي بدا عليه التثاقل على ذلك ..

لازال المطر يهطل بغزارة ، فابتعنا مظلات شمسية تقينا إياه ، اختار كل منا لونا معينا ظناً أنه الأجمل ، لكن تبين لنا لاحقاً أن الإناث فقط هن من يستخدمن الألوان ، أما الذكور فلهم اللون الأسود .

لحسن حظنا كنا بجوار مطعم وكوفي "ارانين شاي " ،في هذا الجو كان خياراً مثالياً ، دخلنا وأكلنا فيه إحدى الأطباق المشهورة تسمى " كيما " ،
Image result for ‫كيما هندية لذيذة‬‎

بعد أن قضينا وقتاً من الأحاديث ، غادرنا ، وعند ذلك مررنا بمدرسة " كاسونا " ، رأى أحدنا أن ندخلها ونلقي عليها نظرة استكشافية ،

ففعلناها ، تجاوزنا بوابتها ،اكتشفنا أنها مدرسة مسيحية كبيرة ، منظمة ونظيفة ، شبه مجانية للفقراء ، يبلغ عدد فصولها 60 فصلاً ، وكل فصل يضم 58 طالباً ! إلا أن هذا العدد الكبير لم ينحرف بهم عن الانضباط الذي قل نظيره ، و شاهدناه لديهم ..

قمنا بالتقاط صورة تذكارية جماعية مع مديرة المدرسة ، إلا أنها طلبت منا بأدب عدم نشرها ..





بعد انتهائنا من التجربة الاستكشافية الصغيرة ، انطلقنا عائدين إلى " بوليود " من جديد ، آملين أن نتمكن من دخولها مجاناً، إلا أننا تفاجأنا بأن سعر التذكرة للأجنبي 6 أضعاف سعرها للهندي !


أخذنا جولتنا فيها ، والتي لم تصل لتوقعاتنا ، ولاتناسب من ليس له باع في معرفة الأفلام الهندية ، كانت الجولة لمدة ساعتين تمكنا فيها من مشاهدة أحد العروض الحية لكن ذلك لم يشفع أن تكون الجولة ممتعة لنا ..



بعد انتهائنا أردنا البحث عن دورة مياه ، فدخلنا أحد الفنادق التي أبهرنا جمالها ، ولا تكلف الإقامة فيه إلا ١٠,٠٠٠ روبية أي ١٣٠$ ، دخلنا بعدها إلى مجمع للتسوق كان على مستوى عالي من الفخامة والجمال ،ابتعنا بعض الطعام الخفيف كعادتنا ، ثم قفلنا عائدين باستخدام " أوبر " ، حيث لاحظنا التنوع بين السائقين عموما ، فسائقي " أوبر " من الطبقات الشابة والمتعلمة ، والسيارة تكون مكيفة بعكس غيرها..

قبل العودة إلى مقر سكننا ، نزلنا عند أحد المطاعم لنأكل وجبتنا الأخيرة في ذلك اليوم ، ثم توجهنا بعد انتهائنا إلى حيث محط رؤوسنا ومنامنا ..





تمددت في سريري ، وقمت بنشاط بعد أن أخذت كفايتي ، إنه اليوم الثالث ، والخطة أن نذهب إلى جامعة " آي تي " ، استيقظ البقية ، فخرجنا بعد استعدادنا ، وأخذنا نسير بمحاذاة الشاطئ ، تحت غزارة الأمطار التي تحمينا مظلاتنا منها ، وأثناء ذلك مررنا بمجموعة شباب يلعبون لعبة عرفنا أنها تسمى " كبادي " ، عزمنا على تجربة صغيرة معهم ، فطلبنا منهم شرح قواعدها لنا ، لنتمكن من مشاركتهم بعدها ، وهذا ماحصل ، كانت لعبة ممتعة إلا أنها أسفرت عن إصابة أحد أعضاء فريقنا .. والذي سيعيقه للأسف عن مشاركتنا في يومنا التالي والأخير.. (فيديو)





فور انتهائنا أكملنا المسير نحو وجهتنا وكلنا حماس ، حتى وصلنا أخيراً ، لكن مالم يكن بالحسبان ، أنه لم يسمح لنا بالدخول ، فإما أن نكون طلابا في الجامعة ، أو أن نكون أصدقاء لطلاب أو بعد أخذ إذن من المدير ..

خطرت على بال أحدنا فكرة ، فذهب فوراً لتنفيذها حيث تعرف على أحد الطلاب المتواجدين أمام البوابة والذي من خلاله استطعنا الدخول إلى الجامعة ، وأخذ جولة استكشافية سريعة ، تبين لنا من خلالها عدة أمور ومنها أن نسبة الطالبات الإناث في الجامعة لا تتجاوز 20%




بعد إشباع الفضول ، خرجنا لعيش تجربة من تجارب العائلات الغنية ، متجهين إلى أكبر مجمع في مدينة مومبي يسمى " فينوكس ماركت " ، وخلال تجولنا فيه شاهدنا أحد العروض العشوائية الجميلة في وسط المجمع ، لأحد الأشخاص مع مجموعة من المتطوعين ، ثم ذهبنا لنأكل من أحد المطاعم المتعددة والمتنوعة في ذلك المجمع ..

بعد انتهائنا من جولتنا ، عدنا لـ "الهوستل " ، للنوم باكراً حيث تنتظرنا مغامرة جديدة فجر اليوم التالي . (فيديو





في صبيحة اليوم الأخير ، ومع إشراقة الفجر الجديد ، قمنا للاستعداد لمغامرتنا الأخيرة ، والتي جعلناها في آخر رحلتنا وهي الـ ( هايكنق ) .. 

انطلق بنا الباص الذي كان لا يحوي غيرنا إلا مجموعة من الهنود ، فمن الصعب أن يتمكن غير الهندي من الحجز .. 

قررنا استغلال طريق الرحلة بالتعرف أكثر على بعض الأمور من الثقافة الهندية ، فلقد أدهشنا وجود فتيات وفتيان في رحلة كهذه ، لكن تبين لنا أن أغلبهم طلاب جامعين بالإضافة لكونهم من الطبقة الغنية ، إلا أن ذلك لم يمنع من كونهم في غاية اللباقة .

وقد كنا حوالي 30 شخصاً .




كانت أول محطات رحلتنا في بيت شعبي من قرية "بيس" ، تناولنا فيه وجبة شعبية مكونة من الأرز المهروس بالخضار ،

وقد أعجبنا تنوع الوجبات بين وجود وجبة بلحم وأخرى بدون ، وأخرى يطلق عليها "جين" وهي وجبة خاصة لمن لايأكل ما يقطع من الأرض ،

بالإضافة إلى الاحترام الواضح للعادات والمعتقدات الخاصة لكل فرد سواء في الأكل أو العبادة، بدون تدخل أو تشدد .

تم التعارف فيما بيننا ..





ثم انطلقنا لتسلق تلة " فيزابور" ذات الحكاية التاريخية الجميلة ، منها أنها حُكمت من قبل عائلة تدعى "ماراثا" ..

كانت الأمطار تملأ التلة بالطين ، فلم يكن تسلقها بالأمر السهل ، لكن مايعزز حماسنا واستمرارنا هو جمال المنظر ، ورحابة صدور الهنود معنا ..

أثناء ذلك لفت انتباهنا الزوجان "سانكت " الذين تعرفنا عليهما ورافقناهما أغلب الرحلة ، إنهما من إحدى العوائل المرموقة ، مثقفان ومحبان للسفر بكثرة ، لم يتوانيا أثناء رفقتنا عن ذكر قصص الامبراطورية مع الغزاة المغول وتكتيكاتهم العسكرية والحربية طوال 27 عاما ، مما يعد كأطول حرب مدن جرت في الهند . (فيديو)




خلال مغامرتنا ، واجهتنا بعض المشاكل لأمور لم تكن في الحسبان ، كنا قد أخذنا معنا مظلاتنا بدل أغطية ضد الأمطار ، والتي كانت لتقينا بشكل أفضل من مياه الأمطار ، وحركتنا بها ستكون أسهل ، كما أننا كلما ارتفعنا أكثر فإن نسبة الرياح والأمطار تزداد تدريجياً ، حتى أنها أصبحت خارج السيطرة في أعلى الجبل ..


انتهى تسلقنا وعدنا لسفح الجبل بسلام ، بعد أن كان نزوله أصعب من صعوده ..


جلسنا نتناول الطعام ، وأُثناء ذلك تبين لنا أننا الوحيدون الذين لم يحضروا معهم ملابس بديلة ، إلا أن أصدقائنا الجدد رأفوا بحالنا وأعاروني معطفا للمطر ، وكانوا مهتمين وحريصين على سلامتنا ..






في نهاية الرحلة ، استضافنا أحد المنظمين لها في بيته ، كان رجلاً كادحاً ، يعمل في أكثر من عمل ، وكل ذلك ليرتقي بالمستوى المعيشي لعائلته ، وقد قام ببناء منزله خلال 20 عاما بالتدريج ، كما أنه توجد لديه أرض زراعية أمام منزله ، أثناء الحديث معه ، قال لنا كلمة أوضحت لنا معدن هذا الشعب حيث قال مطمئناً : " لا تخافوا نحن المسلمين والهندوس أخوة هنا " .. (فيديو).





عدنا إلى الباص لرحلة العودة ، مبللين من أعلى رؤوسنا إلى أخمص أقدامنا ، بينما أجواء الباص تزهر بالروائح العطرة من الركاب ، و قد تذكرنا الفكرة السائدة والعكسية عن تصورات الأخوة في السعودية من روائح الهنود المميزة وغير المحببة..


انتهت رحلتنا بقصة حب من طرف واحد ، من فتاة في الثانية والعشرين من عمرها ، وأحد أعضاء المجموعة ، والتي كانت معجبة به لكنها لم تفصح عن ذلك لأصدقائها إلا في نهاية الرحلة ، لكن تبين لها أنه متزوج ولديه أطفال ، فأخذ البعض يغني أغنية مشهورة لديهم تسمى " جاغ سونا سونا " ، وتبين لنا بعد سؤالهم أن لها علاقة بكسر الخواطر ..

توقف الباص في محطته الأولى فالتالية والتالية وفي كل مرة يخفف من حمولته من الأصدقاء الذين يبادلونا السلام قبل نزولهم، إلى أن توقف في محطته الأخيرة فنزلنا ومن بقي معنا ، تبادلنا الصور ، ثم ودعناهم ..





وعند المساء ذهبنا لمطعم " باديميا " لنأكل الكباب ، وكان لدينا بعض المانجو الذي ابتعناه من أحد الباعة المتجولين ، حيث كان سعر الواحدة 1 دولار ، سعر غريب ، لكننا قررنا التحقق من ذلك لاحقاً فالهدف الآن تذوق الفاكهة الأشهر عندهم ، فطلبنا من صاحب المطعم أن يأذن لنا بأكله في مطعمه ، فوافق على ذلك ..


بعد انتهائنا ، توجهنا للنوم ، وخطتنا لليوم التالي وقبل رحلة العودة إلى الديار أن نذهب للحي الأفقر والمغسلة الأكبر في العالم . (فيديو).





استيقظنا على صوت الرياح والرعد القوي ، نصحنا المرشد السياحي وأصدقائنا في "الهوستل" بإلغاء رحلتنا بسبب الأجواء ، فكانت خطتنا البديلة التوجه للتسوق في أسواق "كولابا" الشعبية ، تجولنا فيها وكنا إذا أردنا شراء غرض ما ، "نكاسرهم" في السعر ، حيث أن طبيعة هذه الأسواق رفع الأسعار قدر المستطاع ..

قمنا بتجربة طريقة أخرى ، بعد أن دخلنا لأحد محال العود والبخور ، عرضنا على البائع السعر الذي نريده من بضاعته شرط أن تكون الرائحة جيدة ، وهذا ما حصل ، فقللنا بذلك الخسائر إلى الحد الأدنى.. (فيديو). 






تناولنا فطورنا بعد ذلك ، ثم توجهنا لسوبر ماركت " بقالة كبيرة " ، وفاجأتنا أسعار الفاكهة ، فكيلو الموز بـ10 سنتات ، وكيلو المانجو بـ دولار واحد !

اغتنمنا فرصة الأسعار ، فابتعنا أكياسا من الشاي ، هدايا للأهل ..





علما بأن الشاي في الهند هو "الكرك" في الخليج ، كما أنه لديهم شراب آخر يسمى "تندوري شاي" ..

توجهنا بعدها لمحل الآيسكريم " كرستوم " والذي له تاريخ يزيد عن 60 عاماً ، بشهية مفتوحة هذه المرة ، تذوقنا بها أغلب النكهات ،واستمتعنا بتناوله ..





آخر محطة في رحلتنا ، عزمنا الذهاب لسينما "اينوكس" لمشاهدة أحد الأفلام الهندية كجزء من التجربة الثقافية ، بدا لنا المكان أنه للطبقة الغنية ، وكان على مستوى راقي جداً ، شاهدنا فيلم "ارتكل 15 " ، كان الأصدقاء يعيشون الأجواء باندماج وفهم للتفاصيل مع أن الفيلم كان باللغة الهندية ، كما أننا لاحظنا وجود لغات أخرى غير الهندية منها ( الإنجليزية ، البنغالية ، المهاراتية ) ...

لم نتمكن من مشاهدة الفيلم كاملاً ، فقد كنا مضطرين لقطع المشاهدة ، والذهاب للاستعداد لرحلة العودة إلى الديار .






بدأنا بحزم أمتعتنا استعدادا للمغادرة ، وعزمنا على لبس قبعات على غير العادة ، فقد كنا نحاول أن نلبس ما لا يميزنا عن باقي الشعب طوال الرحلة ..

غادرنا الهوستل ، بعد توديعنا للأصدقاء هناك ، كنا نوزع الهدايا التذكارية على أصدقائنا والتي هي عبارة عن العملة السعودية "الريال" أو شرائط التمر ، وقد كان ذلك يسعدهم ..

سرنا متجهين لأحد المطاعم قبل الذهاب إلى المطار ..وكان منظرنا بالقبعات ملفت لأنظار المارة ، وصلنا للمطعم ، وكان على مستوى من الفخامة ، أخذ أحد مجموعتنا يتحدث للبعض داخل المطعم عن المحرمات ، فاستحسنوا حديثه ، وبدؤوا بمجاراته في الحديث حتى وصل عددهم 8 أشخاص ، انضم بعدها معهم مدير المطعم ، إلا أن صاحبنا بين لهم بأنه كان يمازحهم ..

سردنا طلباتنا لنادل المطعم ، جاءت الوجبات بالتوالي ، بعد انتهائنا وطلب الفاتورة للحساب ، فوجئنا بكون السعر غير عادل ! كانت المرة الأولى التي نصادف فيها مثل هذا الأمر ، فربطنا ذلك فوراً بموضوع القبعات التي كنا نرتديها ..!




شددنا عازمين التوجه للمطار حيث تنتظرنا رحلة العودة .. إلا أنه صادفنا وجود الفياضانات والحوادث التي قد تعيق وصولنا في الوقت المحدد للرحلة !

غيرنا الخطة سريعا واستقلينا القطار ، كانت أجواء التوتر تحيط بنا ، فقد تفوتنا الرحلة ، إلا أننا وبحمد الله وصلنا في الوقت المناسب ، وتبين لنا تأخر طائرة رحلتنا حوالي 90 دقيقة ، بسبب الفياضانات الحاصلة والتي اتضح لنا أنها ثاني أكبر فيضانات في مومبي ، خلال 50 عاماً الماضية !

جلسنا ننتظر موعد الرحلة ، إلى أن حان الوقت أخيراً ، فتوجهنا لركوب الطائرة والعودة إلى الديار العزيزة ، بعد رحلة قصيرة ممتعة قضيناها في ربوع الهند ..





ملاحظات عامة:


1- الشعب الهندي غاية في اللطافة و النبل, و الصورة النمطية عنه غالبا تأخذ من الطبقة الفقيرة التي تشكل 70 % من السكان و هذا تصور غير واقعي و غير صحيح.

2- تحتوي الهند على 28 ولاية كل ولاية تعد كيان مختلف في العادات و التقاليد و الديانات و المذاهب و حتى حالة الطقس.

3- تعد الهند من الوجهات المتميزة من حيث الطقس, فتستطيع زيارتها طوال أيام السنة.

4- أغلبية الشباب يتحدثون اللغة الإنجليزية, و نسبة لا بأس بها من الطبقة الوسطى فهي تعد اللغة الثانية الأكثر شعبية
بعد الهندية و يتحدثها حوالي ١٢٥ مليون هندي

5- الحمامات العامة نظيفة و المناطق في الأحياء المتوسطة قمة في النظافة, بالنسبة للأماكن الفقيرة فهو أمر مفهوم و
لا ينصح لمن لا يحب أن يرى بعض التصرفات الغير مرغوبة.

6- الشعب الهندي من الشعوب المتطورة جدا في الحفاظ على البيئة, على الفقر المنتشر الا أن المطاعم جميعها
لا تستخدم منتجات البلاستك, و بدل عنه تستخدم منتجات الخشب. أيضا البقالات تبيع أكياساً من القماش للمشترين.

7- الشعب ودود مع الأجانب و لطيف و مبتسم. 


8- ماء الحنفية قد يكون خطيراً لأن في مومبي مياه الشرب بها بعض المشاكل, لكن تستطيع استتخدام المياه المعبأة
و أغلب المطاعم و الفنادق يستخدمون أجهزة التعقيم. أيضا إذا تم غلي الماء فلا داعي للخوف لأن المكروبات تموت مع الحرارة.

9- تفتح اغلب المحلات بعد الساعة 10 صباحا

10- العطلة الرسمية السبت و الأحد

11- العملة الرسمية تسمى روبية و 1$ يساوي 69 روبية

12- البقشيش يعطى للخدمات

13- التنقل في المدينة يحتاج وقت ، لأنها كبيرة و مكتضة

14- الأكل في الهند متعة حقيقة فالمطبخ الهندي متنوع و لذيذ, لكن غالبية الأطعمة تحضر بمعدل حرارة متوسطة. 




نقاط التقييم :

جمال الطبيعة - 9


البنية التحتية السياحية - 7


لطافة الناس - 10


أسعار عادلة للسياح - 8


منطقة جذب للسياح - 9


الثقافة و التاريخ - 10


الأكل - 10


المجموع = 90% = ممتاز


























الرحلة السابقة
رحلة بيروت "باريس الشرق"

إذا كنت ترغب في وصول إعلانات الرحلات القادمة اضغط الرابط

إذا كنت ترغب في الحصول على بكج رحلة الى الهند التواصل عبر الواتساب على



No comments:

Post a Comment